من أنا ؟ - ارشيف موقع جولاني
الجولان موقع جولاني الإلكتروني


من أنا ؟
شوق أبو صالح -13\02\2009

لماذا أنا هنا في هذا الكوكب وعلى هذه الأرض ؟إلى أين المصير ؟ منذ الآف السنين تتكرر هذه الأسئلة في صدور البشر ، فما السبيل للوصول للإجابة ؟. إن السبيل للتعرف على ذاتك الحقيقية يكمن بأن تدرك أولاً بأن الأنسان هو ذات ركبت على هذا الجسد المادي الفيزيائي الثقيل والبطيء الحركة. إن السبيل الى أدراك أنفسنا هو أن نغوص في داخلنا ، فهناك فقط سنجد الإجابة .قد يتسائل الكثيرون : ما معنى أن نجد الجواب بالداخل !؟.أقول : معناه أن في داخل كل منا يوجد النبع العظيم الجميل الذي يحمل هويتنا الحقيقية ويمتلك كل الأجوبة على أسئلتنا الكونية. سلفاً علينا أن نؤمن بذلك ، بتلك القوة التي فينا ، بكل الأحوال لن نخسر شيئاً من ذكائنا إذا ما قاومنا إغراء عدم الإيمان ووهم أننا عقلانيون مثقفون ولا ينبغي أن نؤمن بما لا نرى . إن نجحنا في الإنتصار على إرادة اللاإيمان الموروثة من نمط حضاراتنا الإنسانية ونمط تربيتنا المادية العقلانية بشكل مقرف والتي تقول أن لا حقيقة إلا ما هو موجود على أفواه الوعاظ والمعلمين الواقعيين . إن نجحنا في هذا يمكن أن نفتح باباً عظيماً للألق الداخلي والسعادة الخاصة والحرية الكبيرة التي نفتقدها بشكل مفجع في عا لمنا المادي الفيزيائي الثقيل الجرم الجامد والبطيء الحركة.أجل .. هناك قوة في ا لداخل ... قوة بلا حدود ، وأول الطريق لنيلها هو أن نؤمن بوجودها . الأمر الثاني هو أن نكون راغبين حقاً وصدقاً في أن نتخلص من أنماط تفكيرنا وعاداتنا وسلوكنا وأقوالنا السلبية التي خلقت لنا هذا الذي وصلنا اليه من عسر في الحياة وضيق في النفس وأزمات مادية وقلبية تتواتر علينا وتتدفق كالسيل العرم فلا تترك في القلب بهجة أو سعادة ولا تفتح في جدار الحاضر أو المستقبل ثغرة لنور الأمل. يجب أن نؤمن بأن القوة في الداخل مثل قوة الأرض في جوفها ، ثم نقوم بتنظيف هذا الداخل من شوائب التصورات والأفكار السلبية وأنماط العيش السلبي التي تعودنا عليها ثم نقوم بزرع بذور الأفكار والرغبات والأمنيات السليمة النظيفة المحملة بالخير في داخل هذا الجوهر وننتظر أوان الحصاد . –إنتهى – إن جل ما يحتاجه الإنسان في حياته هو الهدوء والإسترخاء في بعض الأوقات ليعيد صياغة مفردات حياته من جديد ، مدخلاً التعديلات على نهجه كي يعيش في الأفضل . وهذا النهج ببساطة يتمثل في المعتقدات ، والتصورات التي تقود الإنسان بخطى ًنحو المجهول .إن مبادئ تطوير القوى والمهارات النفسية يعتمد على مدى الإنسجام بين العقلية والنفسية للإنسان كي يأتي عملها على أكمل وجه . لذلك لا يمكن تطوير القوى والمهارات النفسية بصورة سليمة ما دامت ملئى بالتناقضات . أن الإنسان محب للحرية ويكره القيود ، وهنا ينشأ أول صراع للإنسان مع معتقداته . وبما أن المنظومة الفكرية تتأثر بالتناقضات كون البيانات الأساسية للفكر البشري عبارة عن مفاهيم مستمدة بداية وهو طفل من الأم والأب ثم من أفراد عائلته ، ومن ثم من المدرسة والمعلمين والأصدقاء ، ثم من المجتمع . أن ضعف المهارات في عصرنا الحالي يرجع إلى هذا السبب ، فالتناقض بين مفاهيم الأجيال وبين قيم المعايشة والأحداث المكتسبة بالتعلم وبين القيم التقليدية التي غذاها في نفوسنا المجتمع ، وبين طموحاتنا التي رسمناها في بادئ حياتنا دون أن ندرك الى أين نحن سائرون . وبما أن هذه المفاهيم مناقضة إلى بعضها البعض – لحسب مصدرها – بدأ الصراع وتشوشت القدرات وأصبحنا غافلين عن حقيقة أنفسنا – من أنا – إن ما نحتاجه الآن هو بناء جسر الثقة مع طاقاتنا وقدراتنا أولاً قبل أن نعمد إلى تطوير المهارات النفسية لدينا . كيف نستعيد (أنفسنا) وكيف ننقذها من النزاعات الداخلية الدفينة التى تجري في اللاشعور دون أن ندرك ؟؟ معرفة المشكلة أولاً...إذا تمكنا من تحديد أصل التناقض في المفاهيم ، فإننا سوف نتمكن بسهولة من التعديل . ولكي نفهم لا بد أن نرى داخلنا بوضوح .كيف نرى الداخل بوضوح ؟ إن تمارين الإسترخاء والتأمل هي أساس التبصر في فضائاتنا الداخلية .  

موقع الكاتب: ملتقى التنمية البشرية والفكرية